لماذا بكى موسى عندما رأى الرسول محمد في الإسراء والمعراج؟

ما هو سبب بكاء موسى عندما رأى الرسول محمد في الإسراء والمعراج؟

بكاء موسي عليه السلام عند رؤية النبي محمد 

بكى موسى عليه السلام عندما رأى النبي محمد في الإسراء والمعراج فما هي الأسباب التي جعلت سيدنا موسى يبكي عند رؤية النبي ؟هذا ما سوف نتعرف عليه في السطور القادمة من أجل أن نعلم مدى عظمة الانبياء وحرصها على الأمة التي بعثت إليها بالحق من أجل ترسيخ مبادئ الحق .

الاسراء والمعراج 

1. الاسراء والمعراج : كانت الاسراء والمعراج في سنة 621 م ، وتحديدا فى السنة الحادية عشر الى السنة الثانية عشر من بعثة الرسول صل الله عليه وسلم ،تعتبر الاسراء والمعراج من المعجزات التى حدثت الى الرسول وذلك عندما انتقل الرسول مع سيدنا جبريل على البراق "دابة أصغر من البغل وأكبر من الحمار " من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى.
2. لم لصدق قريش حدوث الاسراء والمعراج فصاروا يطلقون صفارات الاستهجان والاستهزاء ولكن الرسول صل الله عليه وسلم أصر على حدوثها وذلك عندما عرج الى السموات حتى وصل الى سدرة المنتهي "سدرة المنتهي هي أقصى مكان يمكن الوصول اليه في السماء "ثم عاد في نفس الليلة .
3. الرسول محمد  صل الله عليه وسلم عندما عرج إلى السماء السادسة والسابعة رأي الخليل إبراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام ،حدث الترحيب بينهما كما هو معتاد بين كل الأنبياء عندما يلتقيان ،لكن في هذا اللقاء بكي بشدة نبي الله موسى عليه السلام .
4. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما السر وراء بكاء موسى عليه السلام ؟ ،بكاء الأنبياء يدل على حرقة قلوبهم من شيء أرادوا أن يحققوه أو لرفع ظلم أو تحقيق عدل الله في الأرض الذي أرسل إلى قومه من أجله .

سبب بكاء موسى عليه السلام أثناء رؤية الرسول 

قال رسول الله صل الله عليه وسلم أنه عندما رأى  سيدنا موسى قد انهمر في البكاء فسأله رسول الله عن سبب البكاء ،رد سيدنا موسى وقال إن هناك غلاما قد بعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي.

لكن يجب توضيح بعض الأمور التي يجب أن يعلمها الجميع أن هذا القول ربما يفسره الكثيرون بالخطأ ،ولكن تفسير قول سيدنا موسي يمكن سرده في النقاط التالية :

• سيدنا موسي لم يكن حاسد علي الرسول صل الله عليه وسلم عندما قال إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم سوف تدخل الجنه أكثر من الأمة التي بعث إليها موسى عليه السلام ولكن سيدنا موسى هو نبي كريم من أولي العزم من الرسل "هو المعصوم " ،موسى كان يبكي بحرقة لأنه كان يريد أن تدخل كل امان الي الجنة .
•  كان بكاء سيدنا موسى عليه السلام من أجل الخوف الشديد على أمته من دخول النار ،كان يريد أن تدخل أمته الجنة ولا يمس أحدهم ويعذب في النار .
• لم يقصد سيدنا موسى بكلمة غلاما التقليل من شأن الرسول صل الله عليه وسلم ولكن يقصد بها أن الرسول كان صغير في السن بالنسبة إليه ،لأن عمر النبي محمد مقارنة بعمر الأنبياء مثل موسى وإبراهيم ونوح عليه السلام فهو أقل منهم في العمر بكثير وعلى الرغم من ذلك أعطاه الله سبحانه وتعالى ما لم يعطي من الأنبياء الأكثر منه سنا وأطول منه في بعثته إلى قومه .

حوار النبي محمد مع كليم الله موسى حول الصلوات

• لم تتوقف  أحاديث وحوارات النبي محمد مع كليم الله موسى عند هذا الحد فقط ولكن تكررت فيما يتعلق بموضوع الصلوات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين، سأل كليم الله موسى الرسول صل الله عليه وسلم عن عدد التلاوات التي  فرضها الله سبحانه وتعالى على أمة محمد ،فرد الرسول صل الله عليه وسلم 50 صلاة ،رد كليم الله موسى على الرسول محمد وقال له إن أمتك ضعيفة يا محمد لا تستطيع فعل ذلك فسل ربك التخفيف عنهم في أمور الصلوات.
• الرسول محمد صل الله عليه وسلم استجاب المناشدة التي قالها له كليم الله موسى وطلب من الله سبحانه وتعالى التخفيف عن قومه عدد التلاوات فاستجاب الله سبحانه وتعالى حتى وصلت إلي 5 صلوات.
• قال الله سبحانه وتعالى وعزتي وجلالي لقد جعلت الصلوات خمس في الأداء و خمسين في الأجر والثواب.

بكاء موسي عليه السلام عند رؤية الرسول صل الله عليه وسلم تعكس مدى خوف الانبياء على الأمة التى ارسلوا اليها ،كانت رسالة الأنبياء الدعوة الى دين الحق والى الأسلام من أجل نيل الجنة فى نهاية المطاف .